2020 عام للمحبة

 

بقلم أ / عبدالحليم سيف

“المحبة ” الصادقة، هي السبيل الوحيد لطي طريق الألم اليمني ..، وتعد الأولوية التي ينبغي الاكثار من الحديث عنها في كل مكان.. في البيت
و المدرسة والجامعات.. في الشوارع والأسواق والمؤسسات..في المساجد والمنتديات والندوات،،كما في مختلف الفضائيات والصحف والإذاعات.. إلى وسائل التواصل الاجتماعي ..، وذلك بخطاب يحترم العقل ويقدس إنسانية الإنسان ..، خطاب نظيف وبليغ يحض على إشاعة قيم السلام والوئام والتضامن والإخاء والتعايش والتسامح والعدل ، وحب الوطن..والانتصار للشعب ، وطموحاته. تطلعاته في الحرية والحياة الكريمة القائمة على العدل والمساواة والقبول بالآخر والتعايش معه.

“المحبة ” هي السلاح المؤثر والناجح، لتغيير المفاهيم المدمرة لقيم المجتمع وتقاليده وتراثه وحضاراته، وقبل ذلك سلامه الأهلي وحتى الأمن الذاتي، والمحبة أيضاً معول فاعل لإسقاط أخطبوط الكراهية والحقد والعصبية والمناطقية والمذهبية والفساد والعنف والقتل والاستئثار.

( أ.ل.م.ح.ب.ة ) ..لو تهجينا هذه الأحرف – في هذه اللحظات العصيبة من رحيل عام كان مليئا بالاختناق والقهر -لوجدناها من أوسع الكلمات انتشارا واستخداما في التهاني المتبادلة بين الأصدقاء والزملاء والأحباب والأخوة ، بحلول عام 2020م وربما يرجع ذلك إلى طبيعة أوضاعنا المزرية والمخيفة ، وإلى الشعور بالخوف من المجهول.
بهذا المعنى نحن كيمنيين أشد حاجة لإشاعة ثقافة المحبة المخلصة ، والثقة المتبادلة، والتفاهمات الإيجابية، التي تغلب المصلحة العامة ..وتسقط المصلحة الذاتية ، في زمن الحروب والكوارث والمصائب والأحزان.

في هذا الشأن ، علينا أن ندرك أن المحبة، ليست مفردة جاذبة، ووقعها جميل على الآذان..كما ترددها الألسن.. وكفى ، بل هي واحدة من تعاليم ديننا الإسلامي كفعل جمعي، يوحد ولا يدمر ، ينشد الحياة..، بحيث ينبغي أن يتجسد واقعا في القرية والحافة والحارة..في المدينة والمحافظة..، وذلك بالنظر إلى أن المحبة ماتبقى لنا من شعاع ضوء وسط بقعة الظلام والإحباط واليأس التي زحفت على كل شيء.

ويا أيها الشعب المقهور ..هانحن معا نبحث اليوم من جديد، بين ركام الخراب عن أمل ينهي محنة كل قلب موجوع.. ويعيد الحياة للوطن المذبوح…وهذه الآمال ليست مستحيلة ، طالما وأنت أيها الشعب أقوى من الجميع.

علينا ألا ندع اليأس يمتلك وطننا، ونتركه للاعبين به، أو ينال ما تبقى من قدرتنا ..بقدر حاجتنا الملحة لفتح الأبواب الموصدة ..والنوافذ المغلقة، لجعل نسمات المحبة تفعل فعلها في نفوسنا ، وتبعث روح الأمل والتفاؤل بعام جديد نتمناه أن يكون الأفضل..وبه تتحقق أمنيات الأعوام السابقة.. وما أكثرها.
كل عام وأنتم بألف خير وصحة وعافية.
ولشعبنا ووطننا السلام.


الثلاثاء ،2019/12/31م