رسائل يمنيه للمجتمع الدولي بمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان

بعث وزير الخارجية المهندس هشام شرف عبد الله، رسائل إلى كل من رئيس وأعضاء مجلس الأمن، ورئيس وأعضاء حقوق الإنسان، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، والمفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليت، والدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأوضح وزير الخارجية في الرسائل أن العالم يحتفل اليوم بمناسبة الذكرى السبعين للإعلان العالمي حقوق الإنسان الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 10 ديسمبر 1948 كأول وثيقة دولية تدعو إلى صون واحترام حقوق الإنسان الأساسية.

وأشار إلى أن هذا الإعلان جاء بعد أن عانت البشرية من ويلات الحروب والدمار وبعد أن ارتكبت العديد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.. وقال” على الرغم من التقدم الذي اُحرز في ميدان حقوق الإنسان منذ اعتماد الإعلان العالمي إلا أن حقوق الإنسان، بما في ذلك الحقوق التي ارساها الإعلان العالمي، لاتزال تُنتهك في كثير من أصقاع المعمورة”.

ولفت وزير الخارجية إلى أن الجمهورية اليمنية تتعرض منذ قرابة الأربعة أعوام لعدوان وحصار غير شرعي من قبل دول تحالف العدوان بقيادة السعودية التي تمتلك واحد من أسوأ السجلات في مجال حقوق الإنسان في العالم.. مبينا أن دول العدوان انتهكت كافة الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعب اليمني التي نصت عليها الصكوك الدولية بما في ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .

وبين أن دول العدوان انتهكت الحق في الحياة من خلال استهداف آلاف المدنيين بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن والمعاقين، وانتهكت الحق في الصحة باستهداف المستشفيات ومنع وصول الأدوية والمستلزمات الطبية ما أدى إلى موت الآلاف وظهور الأوبئة وفي مقدمتها الكوليرا والدفيتيريا، كما انتهكت الحق في التعليم باستهداف المدارس والمدرسين والطلاب ومنع طباعة المناهج الدراسية وانتهكت الحق في العمل من خلال استهداف المنشآت والمؤسسات الحكومية وفقدان الآلاف لوظائفهم جراء التداعيات التي ترتبت على العدوان والحصار.

وأشار إلى ان دول العدوان انتهكك الحق في الحياة الكريمة للشعب اليمني من خلال قطع مرتبات نحو مليون وثلاثمائة الف موظف منذ نقل البنك المركزي إلى محافظة عدن، وانتهكت الحق في التنقل من خلال استهداف الموانئ والمطارات وإغلاق مطار صنعاء واختطاف العديد من المواطنين الذين حاولوا السفر عبر المطارات الأخرى، كما انتهكت حقوق الأسرى والمعتقلين من خلال تعذيبهم وإعدامهم وإنشاء السجون السرية وانتهكت الحقوق الثقافية من خلال قصف المدن الأثرية المدرجة على قائمة التراث العالمي.

وأكد وزير الخارجية أن العدوان والحصار أديا إلى أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ الحديث، حيث أضحى 75% من الشعب اليمني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، و14 مليون يمني على حافة المجاعة، ويموت طفل يمني كل عشر دقائق، ويعيش 80% من الشعب اليمني تحت خط الفقر.

كما أكد أن القوى الوطنية سعت إلى تحقيق السلام العادل والمشرف، وإنهاء العدوان والحصار وتعاطت بإيجابية مع مختلف المبادرات، وقدمت العديد من التنازلات وتشارك اليوم في المشاورات التي تعقد في إستكهولم حرصاً منها على حقن دماء الشعب اليمني وإنهاء معاناته التي لم يسبق لها مثيل.

وجدد وزير الخارجية التأكيد على التزام حكومة الإنقاذ الوطني باحترام تعهداتها وفقاً للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والعمل على حماية وتعزيز حقوق الإنسان، واستعدادها للحوار حول أي قضايا حقوقية في اليمن.

ودعا المجتمع الدولي لأن يكون الاحتفال بالذكرى السبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مناسبة لإعمال نصوصه على أرض الواقع، والعمل على حماية وتعزيز حقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم وفي المقدمة اليمن الذي يتعرض لجرائم وانتهاكات يندى لها جبين البشرية.

وذكر وزير الخارجية أن القيادة السياسية ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني طالبت ولاتزال بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في كافة الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمن، كما أنها رحبت بتشكيل فريق الخبراء الإقليميين والدوليين البارزين المشكل من قبل مجلس حقوق الإنسان والذي أكد في تقريره الأول على ارتكاب دول التحالف ومرتزقته جرائم حرب، كما رحبت الحكومة بتمديد ولاية الفريق خلال الدورة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان في حين أن دول العدوان ترفض التعاون معه وتعيق عمله.

وجدد الوزير شرف الدعوة لمجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته وفرض عقوبات على دول العدوان كونها تهدد الأمن والسلم الدوليين وترتكب جرائم بحق الشعب اليمني .. مطالبا الجمعية العامة للأمم المتحدة بتعليق عضوية دولتي العدوان في مجلس حقوق الإنسان نظراً لانتهاكاتها الممنهجة لحقوق الإنسان في اليمن.

ودعا وزير الخارجية الدول التي لاتزال تبيع الأسلحة لدول العدوان إلى إيقاف ذلك.. مجددا الترحيب بتعليق عدد من الدول مبيعات أسلحتها إلى دول العدوان .

واختتم وزير الخارجية الرسائل بالإعراب عن التقدير لكل الدول والمنظمات التي تطالب بإنهاء العدوان والحصار والانتهاكات الصارخة بحق اليمن أرضاً وانساناً..مجدداً دعوتها لزيارة اليمن للأطلاع على حقيقة الأوضاع على أرض الواقع.