الشرعية والانتقالي .. “هراوات” التحالف تتكسر في المحافظات الجنوبية  

– تقرير / ابراهيم القانص :

تستمر السعودية والإمارات في استخدام المكونات الجنوبية- التي حولتها إلى أطراف صراع- كهراوات تضرب بكل منها الآخر، من خلال دعم كل طرف والدفع به لقتال الآخر والمحصلة من نتائج الصراع تحقيق حزمة من الأهداف التي رسمتها الدولتان الطامعتان في مواقع البلاد وثرواتها السيادية.  ولتظهر السعودية بصورة المصلح والراعي لمصالح الجميع تعد واجهات كثيرة تخبئ خلفها أهدافها الحقيقية من الصراع الذي تديره بين أبناء الجنوب، من تلك الواجهات ما أسمته باتفاق الرياض، والذي كان في ظاهر إعداده وقف الصراع بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي، وفي باطنه لم يكن سوى مرحلة تأسيس لدورة جديدة من النزاع والعنف.   كان اتفاق الرياض بداية لمسار جديد أسسه التحالف لابتزاز طرفي النزاع، وأحكمت السعودية إعداد ذلك الاتفاق بين الطرفين بهدف تحقيق أهدافها كطرف ثالث، وهذا كان سببا واضحا لفشل الاتفاق في حل النزاع لكنه نجح في تحقيق الأهداف الحقيقية التي أعد من أجلها وهي مصالح الرياض وأبوظبي، فقد كان واجهة لتجميل وجه المملكة المشوه ومن ناحية أخرى حقق ما كانت تصبو إليه وحليفتها الإمارات من تفتيت وتمزيق واحتلال الجزر والمدن اليمنية والمنافذ البرية والبحرية والجوية، إذ أن تعميق الصراع قاد إلى تحقيق تلك الأهداف، ولو كانت السعودية تريد تنفيذ ذلك الاتفاق لنفذته منذ اليوم الأول لإعلانه.   مراقبون قالوا إن مجريات الأحداث في المحافظات الجنوبية حولت المسار عكس ما خططت له المملكة بموجب اتفاق الرياض، خصوصا بعد تمكينها الإمارات من احتلال جزيرة سقطرى، إذ تحول الاتفاق من خطة لتحقيق الأهداف إلى ورطة وقع فيها الجميع وفي مقدمهم المملكة، التي لم تكتشف حجم المأزق التي وقعت فيه إلا في وقت متأخر، وحاولت لملمة تلك الفضيحة والخروج من الورطة بقرار أصدرته قبل أيام بوقف إطلاق النار بين قوات هادي وقوات المجلس الانتقالي، ومحاولة إحياء اتفاق الرياض، إلا أنها كانت محاولة بائسة كشفت أيضا مدى الغباء السياسي الذي تملكه السعودية.   حاولت السعودية الخروج من المأزق الذي وضعت فيه نفسها، حتى تتمكن من إعادة ترتيب أوضاعها من جديد، رغم أنها كانت تستطيع وقف ما حدث، لو كانت النوايا سليمة لكن السحر عادة ينقلب على الساحر، فما فعلته السعودية خلال الأيام الأخيرة من تمكين الإمارات من احتلال سقطرى وجلب مجاميع الإخوان إلى شبوة للسيطرة على حقول النفط جعلها في مرمى سخط الكثير من فئات المجتمع اليمني بما فيها الموالون لها.   ويرى المراقبون أن على الشرعية الآن إدراك أن المجلس الانتقالي ليس خصمها الوحيد، بل إن خصمها الحقيقي هو السعودية، وأن على المجلس الانتقالي الجنوبي إدراك الشيء نفسه وأن الرياض هي خصمه الحقيقي، فرؤية أي من الطرفين، الشرعية والانتقالي، أنه يحظى بالدعم وأن الأمور تجري باتجاه تحقيق انتصار أو مصالح له عبارة عن وهم كبير، فكل طرف منهما عبارة عن عصا بيد الرياض أو أبوظبي، تستخدمه لضرب الطرف الآخر.   وحسب المراقبين لن تدوم فرحة المجلس الانتقالي طويلا بسيطرته على سقطرى أو أي مدينة في المحافظات الجنوبية، ففي قادم الأيام ستدفع السعودية بقوات هادي للسيطرة على مدينة عدن وإخراج قوات الانتقالي منها، وستستمر في العبث بالطرفين وتكسير عظامهما ما دامت مصالحها وحليفتها قائمة، وما دام طرفا الصراع قابلين لبقائهما رهن قرارات وتوجيهات قطبي التحالف، الإمارات والسعودية.

  – المصدر / البوابة الاخبارية اليمنية