مفارقات تقلب موازين المعارك في مأرب .. !!

مفارقات تقلب موازين المعارك في مأرب .. !!

 

تقرير / إبراهيم القانص :
أطلق عدد من المسئولين والقيادات السياسية والعسكرية التابعة لسلطات صنعاء عدداً من التطمينات للأهالي والمدنيين في مدينة مارب، بعدما أصبحت في مرمى قواتهم التي زحفت عليها من خمسة محاور، وباتت عملياً تحت السيطرة العسكرية بسقوط آخر خطوط الدفاع لقوات الشرعية والتحالف،
بأن الأهالي ليسوا هدفاً ولن ينالهم أي سوء، ما داموا لا يحملون السلاح في وجه قوات صنعاء التي تستعد لاجتياح المدينة، كما تركت قيادات صنعاء فرصة لمنتسبي قوات الشرعية الراغبين في مغادرة المدينة باتجاه أي محافظة، بترك إحدى جهات المدينة مفتوحة أمامهم وآمنة لفرارهم، كما فتحت قنوات للتواصل مع المنشقين والذين وصل منهم المئات إلى صنعاء خلال الأيام الماضية.
 
وفي وقت تُظهر صنعاء مستوى أخلاقياً راقياً بتلك الإجراءات التطمينية، وإيجاد الفرص لمن يرون أنهم يقاتلون في الجانب الخطأ؛ تُصرُّ قوات الشرعية على تقديم نموذج بشع من التعامل مع من يقاتلون في صفوفها، وكانت آخر إضافة إلى رصيدها غير الإنساني في التعامل مع أتباعها أو غيرهم اختطاف الشرطة العسكرية التابعة للإصلاح جريحاً تابعاً لقوات الشرعية من مستشفى مارب العسكري مع مرافقه، واقتادتهما إلى جهة غير معروفة، ولمن يكن ذلك الجريح- وهو أحد أبناء قبيلة بني ظبيان- قد اقترف أي ذنب ليتم اختطافه سوى أنه عبر عن سخطه مما يتعرض له وبقية الجرحى من إهمال الرعاية والمعالجة داخل المستشفى العسكري بمارب، بترديده شعار الصرخة الذي تهتف به قوات صنعاء.
 
وحسب مراقبين تُعدُّ ممارسات قوات الإصلاح ضد المواطنين والعسكريين التابعين للشرعية في محافظة مارب أحد أبرز مسببات الانشقاقات الكبيرة التي حدثت في صفوف الشرعية والتحالف، وانضمام الكثير من القيادات العسكرية والأفراد إلى قوات صنعاء، أما عمليات اختطاف النساء من الأحياء السكنية ومخيمات النازحين فقد أحدثت شرخاً كبيراً تسبب في فقدان الثقة بقوات الإصلاح، وإيجاد قاعدة شعبية لقوات صنعاء، إذ تدل المؤشرات أن فئات كثيرة تنتظر وصول تلك القوات إلى مدينة مارب، وهي على استعداد لمساندتها في سبيل رفع الظلم عن فئات كثيرة من ساكني المدينة والنازحين إليها، بعدما اصبحوا على يقين بأن تلك الممارسات غير واردة أبداً في سلوكيات وأدبيات الحوثيين، على خلفية الأمن والأمان وصيانة الأعراض السائدة في مناطق سيطرتهم.
 
ويؤكد المراقبون أن آخر ورقة بيد قوات الإصلاح في مارب هي تكدسها داخل الأحياء السكنية في المدينة وفي مخيمات النازحين لاستخدامهم دروعاً بشرية، بعد انهيار ألوية وكتائب الشرعية والتحالف في مختلف الجبهات أمام الهجمة المتواصلة لقوات صنعاء التي لم تستطع حتى طائرات التحالف وقفها بتكثيف غاراتها، رغم أن السعودية اتخذت قراراً بسحب ضباطها المتواجدين في مارب وعتادها العسكري الثقيل، وهو اعتراف ضمني بسقوط المحافظة والمدينة عسكرياً، رغم التعتيم الإعلامي، وهي المحافظة التي طالما راهنت السعودية عليها لاستكمال مشروعها التدميري في اليمن، وكانت مركزاً لصناعة البطولات والملاحم المزيفة لأدواتها التي ظلت تردد شعار “قادمون يا صنعاء” لسنوات عدة، تضليلاً لأتباعها المغرر بهم من عامة الناس والمزيد من الاستنزاف للتحالف الذي أنفق المليارات على القادة الموالين له منذ بدء عملياته العسكرية في اليمن عام 2015، إلا أن صنعاء قلبت معادلات الوهم والغرور بترسانات الأسلحة والأموال الضخمة.