وعاد رمضان .. !!

وعاد رمضان .. !!

 

بقلم / عبد الحليم سيف

فاضت منصات التواصل الإجتماعي بمشاعر شتى، بمناسبة حلول رمضان المبارك ، شهر الخير والبركة والرحمة والمغفرة، فمن الترحيب بسيد الشهور واحبها إلى قلب الانسان المسلم..إلى تبادل التهاني بالحمد والشكر أن كتب الله لنا الحياة في ظروف كارثية ..، ومن الدعاء بالرحمة لمن افتقدناهم بسبب جائحة كورونا أو بغيرها..إلى التمنيات بأن يجعل الله هذا الشهر خاتمة لأحزاننا ومآسينا، وان يحصن أرواحنا بالمحبة والمودة والتسامح والإيثار .

وهانحن في أول أيام شهر رمضان المبارك لسنة 1442هجرية، الموافق 12 أبريل 2021م..في ظروف ليست طبيعية..، فما علينا والراهن كذلك الا أن نتأمل أحوالنا السيئة، والتفكير بما يستوجب منا عمله لتعظيم الشهر الفضيل ..وإحياء دروسه بحيث يكون مناسبة لن تتكرر لمغادرة مواقع الهلاك والفرقة والكراهية والحرب والاحتراب، إلى الاندفاع بمسؤولية وطنية وأخلاقية ودينية وإنسانية صوب السلام .

أننا لو تمعنا في معاني رمضان، لوجدناه مناسبة عظيمة للفرحة بالسلام والتضامن والإخاء والوئام والتعايش مع الآخر والوحدة والحرية والكرامة والعدل دون هيمنة أو استعلاء أو الحكم بالغلبة .

على أن الصيام ليس عن المأكل والمشرب، لنحو 15ساعة في اليوم تزيد أو تنقص ، وإنما يعني من بين أمور كثيرة، الكف عن سفك دماء الأخ لشقيقه في الوطن والعقيدة والمصير المشترك.

علاوة على هذا ،ان رمضان الفضيل ، يعد فرصة لشعور الغني بوضع الفقير .و وإحساس الشابع بحالة الجائع..وهو أيضا محطة سنوية، للتذكير بحقوق أسرية وإجتماعية وسياسية ، أنه – رمضان – إبتسامة حانية ترسمها على شفاه طفل يتيم، ولمسة إنسانية تجبر بها قلب أم حزينة على رحيل ابنها الوحيد في الحرب الملعونة ..، أو زوجة ثكلى خطف فيروس كورونا حبيبها وأب أطفالها..، . ورمضان الخير مبادرات مفتوحة ، لبعث السكينة في روح شيخ مسن عفيف وجد نفسه بدون من يقيم أوده، ورحمة لوجبة إفطار أو لقمة سحور تضعها في فم معدم أو فقير ، لتكون بعد الله عز وأجل سببا في إدخال الفرح إلى نفسه.
ان أيام وليالي الشهر الفضيل..وقفة صادقة بين يدي الله، لاستشعار نعمه علينا ..وسقاية روحية لانتشال النفس من واقع حسرتها وأحزانها، وتذكيرها بأن رمضان مدرسة ربانية، غنية بالدروس الملهمة ، والعبر العظيمة، والقيم الإنسانية الإيجابية، التي يجب استلهامها ،والتزود بها طوال العام.
اللهم أجعل رمضان شهرا جديدا علينا، يزيل وإلى الأبد كل ماعلق بنا من ويلات ومصائب سنوات الحرب والكُرب. وماقبلها من منغصات.وأن تعيد علينا هذه الأيام من قادم العام، وشعبنا في أمن وأمان وسلام وحرية وكرامة.