اللواء مجاهد القهالي يكتب مقالآ عن رفيقه الشهيد جارالله عمر ،، رحمة الله تغشاه

اللواء مجاهد القهالي يكتب مقالآ عن رفيقه الشهيد جارالله عمر ،، رحمة الله تغشاه

 


بسم الله الرحمن الرحيم


(مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا)

حينما نكتب عن المفكر واستاذ السياسية القائد الوطني الثائر جار الله عمر والذي لازال الحزن يخيم على قلوب كل محبيه بل
وتقطر دماَ وتعتصر الماَ على فقدانها قائدا كان الجميع يعول عليه في صنع المستقبل الواعد بالامل وبحياة العزة والكرامة فلقد كان رجل الحكمة والعقل والمنطق والمهندس لسياسة السلام والخروج من الازمات والعنف وثقافة الحقد والكراهية الى ثقافة المحبة والمودة والبناء والشراكة فكم كان عظيما في تجاوز المحن والظروف الصعبة والكوارث التي حلت بهذا الوطن وكم كان محبا ورؤفا وصادقا ومخلصا لكل ابناء هذا الشعب والوطن

الاستاذ جار الله عمر الكهالي هو من اجتمعت فيه خصال الخير والنزاهة والعفة والحلم والعلم والثقافة الواسعة ومكارم الاخلاق وسعة الاطلاع ورجاحة العقل وعفة اللسان وطهارة القلب والشجاعة الحكيمة في النقد والمصارحة فهو من هندس لقيام اللقاء المشترك ووضع لبناته الاولى وهو من رفض المغريات على حساب شعبه ووطنه وهو القائد المهاب امام العدو والصديق معا

هو من قدم رؤاه الاصلاحيةالحكيمة لاصلاح الفساد السياسي والمالي والاداري والقضائي بشجاعة الرجال الاوفياء لشعبهم ووطنهم وامتهم وهو رجل المواقف الصعبه والثبات على المبادئ وهو الذي لم يتزعزع امام كل المخاطر والتحديات وهو القدوة الحسنة لكل ثائر ومناضل وشريف
لقد تآمرت على قتله قوى الارتهان للعمالة والارتزاق في ذلك اليوم الاسود ٢٨ ديسمبر من عام ٢٠٠٢

وكم ندمت حينما حاولت جاهدا اثنائه على السفر الى صنعاءولم افلح في اصراري عليه واصر على سفره والح بشدة علي بشده بينما كنت اصر عليه والح عليه ان نذهب الى بريطانيا لاجراء عملية جراحية في القولون وكان قد حدثني كثيرا عن الكثير من التهديدات التي وصلت اليه من رأس السلطة في حينها وحينما كررت الإلحاح عليه  انا واولادي ونترجاه بان لايسافر وان يعدل عن قراره فكان إصراره غالب علينا

فقال قسما بالله وبحرمة هذا الشهر الكريم انني لن اموت الا وانا واقفا على قدماي وثابتا على مبدأي ولن اخشى احد واخذ التلفون واتصل برفيقيه الحميمين الدكتور عبدالقدوس المضواحي والدكتور محمد عبدالملك المتوكل وبأم قيس قائلا لهم انه قادم اليهم في صباح ذلك اليوم الى صنعاء

وفي ليلة ذلك اليوم الاسود اتصل بي وقال لقد اعديت خطبة عصماء سوف القيها غدا في مؤتمر حزب الاصلاح وتفاجئنا وتفاجأ الشعب اليمني معنا ان طالته يد الغدر والمكر والخيانة والعدوان في قاعة مؤتمر حزب الاصلاح امام مرئا ومسمع العالم بأسره

لقد كان شعبنا ووطنا هو الخاسر الاول في استشهاده وحتى اؤلئك الذين تآمرو عليه خسروه ايضا وخسروا حكمته ورجاحة عقله
فلا نامت اعين الجبناء

وسيبقى الاستاذ جار الله عمر
خالدا في ذاكرة هذا الشعب وشمعة مضيئه تضيء  افكاره ورؤاه  الطريق لكل الشرفاء والاحرار الماضون على دربه


مجاهد القهالي
رئيس تنظيم التصحيح
٣٠/١٢/٢٠٢١