اللواء القهالي في الحوار التلفزيوني مع قناة المسيرة : اليمنيين رفضو التدخلات السعودية والمصرية وترجمو ذلك عمليآ في قرارات مؤتمر خمر عام 1965

 


كشف اللواء مجاهدالقهالي في الحلقة الأولى من الحوارات التلفزيونية (ساعة للتاريخ ) مع قناة المسيرة عن حجم التدخلات الخارجية من جانب مصر والسعودية على القرار اليمني في بداية الستينات والذي كان يواجه دائما برفض يمني لتلك التدخلات


‏وقال القهالي بأن الرئيس الإرياني وكلا من النعمان والشيخ محمد علي عثمان والفريق العَمْري والكثير من القادة، والسّلال، هؤلاء قادوا مرحلةً تاريخيةً هامة في تاريخ اليمن، ومرحلة يصعب على أحد غيرهم أن يرأسها أو يقودها، ودخلوا في صراع مع السعوديين، صراع عنيف، سواء فيما يتعلق بانعقاد المؤتمر في حرض، أو في الصراع الملكي – الجمهوري،


وتحدث القهالي بان هناك اصوات يمنية قويه كانت تطالب باستقلالِ القرار اليمني، بعيدا عن القيادة المصرية وفي مقدمة المطالبين الرئيس الأرياني الذي كان يعارض التدخل المصري وكان السلال أحياناً يميل إليهم وان صراعات مريرة دارت بين القيادة اليمنية والقيادة المصرية

وكانت القيادةُ المصرية تميل إلى أن تكون حاكمة، والقيادة اليمنية كانت تطرح عليهم: (أتيتم كي تساعدونا، وليس لتحكمونا).

‏وأشار القهالي الى ان قائد القوات المصرية كان يفضِّل أن يكون متدخِّلاً في كل شيء، ومطلعاً على كل قرار، لكنَّ القيادة اليمنية لم ترضخ كثيراً لإرادة القيادة المصرية داخل اليمن

وكان “يوجد” نوع من الاستقلالية، ونوع من العِزّة بالنفس، ونوع من الرفض للتدخل في الشأن اليمني، سواء كان من المصري أو السعودي

وتحدث القهالي بان جناح جمهوري كان يدعو إلى استقلال اليمن، وأيضاً في نفس الوقت تحديدِ وتحجيم مهمة الجيش المصري داخل اليمن

‏وتطرق القهالي الى حركة 5 نوفمبر 67، التي لم تكن مُفَصَّلة في حينها لـ السعودية ولا على رغبة السعوديين، وانما هي أتت معاكسة لإرادة السعوديين

منوها بان مؤتمر جدة في 65 بين جمال عبد الناصر وبين الملك فيصل بن عبد العزيز، اتفق على وضع النظام الجمهوري باليمن للاستفتاء

وإزالة “النظام الجمهوري والنظام الملكي”، بهدف تشكل دولة يمنية إسلامية، بديله واقتلاع النظامين الملكي والجمهوري معاً، وتشكيل حكومة انتقالية لمدة عامين

واشار القهالي بان هذا الاتفاق الذي تمَّ أو جَوْهرُ الاتفاق الذي تمَّ في عام 65 بين الملك فيصل بن عبد العزيز وبين الرئيس جمال عبد الناصر وطبعاً أرجأوا هذا إلى “مؤتمر حرض”‏الذي عُقد بين اليمنيين عام 65 بإشراف سعودي وإشراف مصري، طبعاً هذا المؤتمرُ ابتدأ –تقريباً- نهاية سنة 65، واستمرَّ لأكثر من شهر حتى وصل المؤتمرُ إلى حالة الانسداد الكامل لأن رشاد فرعون رئيس الاستخبارات السعودية كان يطرح المصاعب والتعقيدات بهدف افشال المؤتمر

وقتها كان رشاد فرعون من المهندسين للسياسة السعودية في اليمن، وكان يطرح الكثيرَ من المصاعبِ أمام تطوّر اليمن أو أمام تحقيق أيَّ نجاحات في “مؤتمر حَرَض”

واستشهد القهالي في سياق كلامه بما قاله الأستاذ النعمان : “أراد رشاد فرعون أن يضع اليمن (مثل) ما يقول المثل عندنا- في “زُغْنه”، باللهجة اليمنية،

لكن هو في غبطة، يعني قال: أرادوا أن يضعوا اليمن يمناً صغيراً ليس له إرادة

والسعوديون، أرادوا أن يُحَجِّموا دور اليمن،، وفسروا اتفاقية جدة تفسيراً خاطئاً على ما تريد السعودية، بحيث أنَّ المؤتمر ليس إلا مطيّة للتوقيع على ما تمَّ الاتفاقُ عليه بين الزعيمين فيصل وعبدالناصر

حيث كان مؤتمر جدة يهدف إلى طرح مسألة الاستفتاء على النظامَيْن الجمهوري والملكي، وإلى إزالةِ شيء اسمها الجمهورية العربية اليمنية، أو المملكة المتوكلية اليمنية، هذا جَوْهر الاتفاق

‏وأشار القهالي الى حدوث انشقاقات داخل الصف الجمهوري ولها أسبابها، بعد “مؤتمر خمر” وقرارات “مؤتمر خمر” وردود الفعل لـ”مؤتمر خمر” و”مؤتمر عمران” أيضاً، “مؤتمر خمر” الذي عُقد في عام 65 برئاسة أحمد محمد نعمان -رئيس مجلس الوزراء-، وبحضور العديدِ من الزعامات الجمهورية،

وتحدث القهالي بان مؤتمر خمر لم يكن لصالح السعودية ولا لصالح المصريين، وقد انزعج المصريون من هذا المؤتمر، وأبرموا اتفاقاً مع الملك فيصل في جدة، وهذا أحدث تغييراً عند المصريين في سياستهم وتعاملهم نحو اليمن تغييراً غير عادي، ولكنه كان مُبَطَّناً.

لان مؤتمر خمر أحدث نوعاً من الإرباك للجانب السعودي؛ لأن المؤتمر كان مؤتمراً وطنياً مستقلاً حيث طرح فيه مجموعة من القرارات، الهامة والوطنية

أولها : إقرار الدستور المؤقت، ما كان موجود دستور في حينها،

ثانيها: أنه أقرَّ المصالحة مع الملكيين وهو الامر الذي لم يعجب الجانبين المصري والسعودي معآ.


الجدير بالذكر بأن اللواء مجاهد القهالي كشف في الحلقة التلفزيونية الأولى العديد من الحقائق التاريخية التي حدثت في مطلع الستينيات والمنعطفات الهامة التي عاشتها اليمن منذ ايام حكم بيت حميد الدين وصولا الى ايام حكم الرئيس الارياني ،،

وستبث قناة المسيرة الحلقة الثانية من الحوارات التلفزيونية الوثائقية مع اللواء القهالي في العاشرة والنصف من مساء يوم الجمعة القادمة بمشيئة الله