الأطراف المتورطة بهجوم أبين.. “تقرير“..!

 

مجدداً تصحوا أبين على مجزرة مروعة، تتشابك فيها الأطراف وتتداخل فيها الصراعات، فمن يقف وراء الهجوم الدامي، أهي القاعدة فعلاً أم أطراف سياسية وما علاقة الأطراف الإقليمية والدولية بها؟

مع بزوغ فجر الثلاثاء، شن مسلحون هجوماً على نقطة للمجلس الانتقالي في مديرية أحور، شرقي أبين، واشتبكوا مع فصائل المجلس المتمركزة هناك.

وفقاً للروايات الواردة من أبين فإن عدد المهاجمين لا يتجاوزون الثمانية وقد قتلوا بمن فيهم من سلم نفسه، وفق لتقارير إعلامية، في حين تم الاستيلاء على طقمهم، وكانت العملية هذه مكلفة للتنظيم وحتى للمجلس الانتقالي الذي تتحدث مصادر طبية عن ارتفاع عدد قتلى فصائله إلى 25 و7 جرحى وهي حصيلة غير نهائية.

هذا الهجوم يأتي في توقيت حساس بالنسبة للمحافظة التي تعد معقل تنظيم القاعدة منذ أن أعلنتها الولايات المتحدة عقب استهداف المدمرة الأمريكية “يو اس اس كول” مطلع الالفية الثانية، وكانت سببا في التدخل الأمريكي بشؤون اليمن منذ ذلك الحين.

على الصعيد المحلي، جاء الهجوم عقب ساعات على إعلان المجلس الانتقالي، الذي فشل في التوغل بالمناطق الوسطى لأبين، معقل القاعدة وخصومه التقليدين في ما يعرف بـ”الزمرة”، انطلاق المرحلة الثانية من عملية “سهام الشرقي” التي أطلقها قبل أيام وتمكن خلالها من طرد آخر فصائل الإصلاح من شقرة.

لم يحدد الانتقالي وجهته القادمة رغم حراكه لأيام في مديريات محاذية لمناطق انتشاره في أحور وشقرة، وهو ما يضع تساؤل حول دور الانتقالي بالهجوم على فصائله، وما اذا كان يحاول استعطاف المجتمع الأبيني المناهض لتمدده عسكرياً او تبرير حملة جديدة صوب معاقل هادي والميسري في مودية والوضيع ولودر والمحفد..

خصوصا اذا ما تم ربط هذه التطورات بتوجيه عيدروس الزبيدي بتحريك قوة عسكرية من لحج والعند إلى أبين لاستكمال السيطرة على بقية المناطق التي يواجه فيها ممانعة.

في كل الأحوال ما خسره الانتقالي بالعملية الأخيرة لا يتجاوز حدود فصيل عبداللطيف السيد، أبرز رموز أبين، والذي فشل الزبيدي الإطاحة به أكثر من مرة بضغط اماراتي من قيادة الحزام الأمني.

وبغض النظر عن دور الانتقالي، تتزامن العملية أيضاً مع تصعيد سياسي للإصلاح، الخصم اللدود للانتقالي، آخرها اشتراط القائم بأعمال رئيس الحزب عبدالرزاق الهجري لدبلوماسيين غربيين الضغط على سحب الانتقالي لقواته من أبين وشبوة مقابل العودة إلى المجلس الرئاسي..

وتزامن الهجوم مع عمليات مماثلة في شبوة ضد الفصائل الموالية للإمارات يضع أكثر من علامة استفهام حول دور الحزب خصوصاً في ظل الاتهامات من قبل الانتقالي والسعودية واطراف أخرى له بمحاولة منع تقدم مرتقب صوب آخر معاقله بوادي حضرموت.

بعيداً عن الصراع المحلي، تبرز الأدوار الإقليمية جلية في العملية التي سبقتها السعودية والامارات بتسريبات مقاطع صوتية لقيادات في تنظيما “داعش” والقاعدة تتوعد بالثأر للإصلاح من عملية طرده واستهدافه في أبين وشبوة..

وهذه الحلقات جميعها كما يراها القيادي في حزب الإصلاح ياسين التميمي ضمن سيناريو لاستهداف ما تبقى من فصائل الحزب وفرض واقع جديد بتمكين الانفصال، لكن الأهم في الأمر حديث الخبير السعودي محمد بن فيصل عن انقسامات داخل القاعدة تسببت بتسريب العملية للفصائل الموالية للإمارات وافشال انسحاب مقاتلي التنظيم.

كما أن العملية لا تخلو من أدوار دولية في ظل التحركات لإعادة ترتيب الفصائل الإرهابية في مناطق الهلال النفطي الذي يبدأ من أبين وتسعى اطراف كالولايات المتحدة لإبقائه بعيداً عن سيطرة الأطراف المحلية وفق سيناريو يضمن وصايته عليه مستقبلاً بحجة مكافحة الارهاب.

من الصعب تحديد الطرف الذي يقف وراء هجوم ابين، خصوصاً في ظل الانقسامات التي تسببت بها الاستقطابات لقيادات التنظيم محلياً وخارجياً، فكل طرف من الأطراف سالفة الذكر يحتفظ بعلاقة قوية ومتينة مع تيار داخل القاعدة وكان ذلك سبب الصراع والتصفيات داخل التنظيم..

لكن ربما التطورات الحالية على المشهد جنوباً تشير إلى أن الهجوم ذات أبعاد دولية وإقليمية ومحلية أيضاً تتعلق برسم مستقبل جنوب اليمن في ظل الحراك الدولي للدفع بتسوية شاملة تريدها بعض الأطراف قائمة على حل دولتين وترتيبات صراع روسي – امريكي بدأت السعودية قرعها في خليج عدن لمنع هيمنة امريكية على باب المندب.

YNP