نص كلمة اللواء مجاهد القهالي رئيس تنظيم التصحيح الشعبي الناصري ,,في فعالية احياء الاربعينية التأبينية لفقيد الوطن الشيخ عبدالرحمن محمدعلي عثمان رئيس مجلس الشورى السابق

بسم الله الرحمن الرحيم
مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
صدق الله العظيم …
و الصلاة و السلام على رسوله الصادق الامين و على آله الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين
ايها الاخوة الحاضرون جميعاً يشرفني أن اتحدث اليكم اليوم بإسم كافة الاحزاب و التنظيمات و القوى السياسيةالوطنية و المنظمات الجماهيرية الواقفة في خندق المواجهه والتصدي للعدوان الغاشم على بلادنا بمناسبة احياء هذه الفعالية الحاشدة اربعينيات فقيد الوطن و شهيد الحصار الوطني الجسور الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان رحمه الله و الذي انتقل الى جوار ربه في منطقة المسراخ محافظة تعز و هو شامخاً شموخ شمسانا و صبر و عيبان و نقم
و بكبرياء قل مثيلها في هذا الزمن الرديء ابت كبرياء هذا الفقيد الغالي ان يطلب من الطرف الاخر السماح له بالمرور الى صنعاء او عدن للعلاج
و كانت قوى تحالف للعدوان على اليمن قد عرضت عليه مغريات لم يسبق ان عرضت بمثلها على احد
و التي رفضها الفقيد جملة و تفصيلَا
ان الدور التاريخي الكبير الذي لعبه فقيدنا الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان رئيس مجلس الشورى الاسبق عبر المراحل الصعبه التي مرت بها الثورة و الوحدة اليمنية قد تجلى في ثبات مواقفه و في حكمته و نهجه القويم المنحاز الى جانب الشعب
و الوطن
رافعا مبداء العطاء و التضحية
و البناء و تغليب المصالح العليا لشعب و الوطن على مبدء الاستغلال
و المحسوبيه و الشللية فهنالك أناس قد فهموا الثورة و الوحده بأنها ظهور و إثراء و بلأصح وظائف و توظيف
و كراسي و مغانم
و الكل يعرف جيدا بأن الاعمال الحكومية التي تقلدها كمحافظاً للعديد من محافظات البلاد او وزيراً للعديد من الوزارات حتى تدرج الى رئاسة مجلس الشورى كانت بالنسبة له مغرماً لا مغنماً و تطوير و انجاز نحو الافضل و ليس العكس منطلقاً نحو مبادىء بناء الدولة الحديثة بنظمها و قوانينها و انهاء الارتجال
و تجاوز الاختصاصات و معالجة كافة المشكلات و المعوقات التي كانت تعترض تحقيق العدالة و الانصاف
و المواطنة المتساوية لكل المواطنين بمختلف فئاتهم و مشاربهم
لقد تحمل شرف المسؤولية بكل تفاني و أمانة و اخلاص فلقد وحد جهود المخلصين و الشرفاء في كل مواقع العمل التي تحمل مسؤوليتها بإتجاه الوعي و الإدراك بعمق الشعور بالمسؤولية لتحقيق الامال
و التطلعات التي يتوق اليها كل ابناء الشعب و الوطن
ان فقيد الوطن قد واصل مسيرة والده الشهيد الشيخ محمد علي عثمان عضو المجلس الجمهوري الاسبق و كان امتداداً لمساره العظيم في مواجهة كافة التحديات
و الاخطار التي كانت محدقة باليمن وبنظامه الجمهوري و على سبيل المثال للحصر
التصدي لقرارات مؤتمر جده عام ٦٥ بين الملك فيصل و الرئيس جمال عبدالناصر و التي قضت بوضع النظام الجمهوري على طاولة الاستفتاء من خلال البنود التي امليت على مؤتمر حرض و التي كانت تنص على تقرير طريقة الحكم حتى اجراء الاستفتاء الشعبي و تشكيل حكومة مؤقته تباشر سلطات الحكم
خلال فترة الانتقال و تقرير شكل نظام الاستفتاء و هذه البنود شكلت خطراً على النظام الجمهوري حيث كان الهدف منها استبداله بمسمى الدولة الاسلامية بينما كان لهذه الاتفاقية بنودا سرية تفضي الى تقسيم الجمهورية العربية اليمنية الى دولتين جمهورية شافيعة و ملكية زيدية و هنا يتبين الدور العظيم للشيخ محمد علي عثمان جنباً الى جنب رفاق دربه و كفاحه في المجلس الجمهوري و منهم القاضي عبدالرحمن الإرياني و احمد محمد نعمان و المشير السلال و غيرهم و كان اول المتصدين لماكان يسمى لجنة بالسلام السعودية و المصرية التي اقرها مؤتمرجده و التي وصلت الى ذمار قبل عقد مؤتمر حرض بغية البدء بتقسيم اليمن و لولا الرفض القاطع لهذه اللجنه و طردها من ذمار لما كان لليمن ان تبقى موحده فالتأمر عليها لم يكون وليد اليوم فله جذور عميقة من وقت مبكر
ايها الاخوة الحاضرون ان السنتنا و اقلامنا لا تستطيع ان تفي بما قدمته اسرة ال عثمان من عطاء و تضحية للحفاظ على سيادة الشعب و الوطن ووحدته و كرامة ابناءه في الماضي
و الحاضر
فإذا كان فقيد الشعب و الوطن الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان قد غاب عنا فقد ترك لنا سيرة عطرة
و مئاثر جليلة و أثار عظيمة سوف تخلدها ذاكرة هذا الشعب و الوطن بكل عرفان و إجلال و إكبار و لسوف تتعاقبها الأجيال القادمة جيلاً بعد جيل الى ان يرث الله الارض و من عليها
ايها الحاضرون جميعا
يا ابناء شعبنا اليمني العظيم ان صمودك الاسطوري في مواجهة اعتى عدوان عرفته البشريه بجاهليته التدميريه الشاملة لكل بنانا التحتية
و مؤسساتنا العسكرية و الأمنية و الحيوية و كل وسائل الإنتاج و البناء و النهضه بهدف الوصول بشعبنا العظيم الى مرحلة الفوضى العارمة تمهيداً لإحتلاله جزرنا و سواحلنا من اجل هيمنته و سيطرته على طريق الحرير ذات المردود الاقتصادي الكبير و السيطرة ايضا على منابع النفط و الثروة
فلولا تماسك الجبهه الداخلية
و وحدة الصف و ما سطرته قواتنا المسلحة و الأمن من ملاحم بطولية نادرة في تجارب ا لشعوب المناضلة من اجل الحرية و الاستقلال لكنا في عالم المجهول
و برغم هذا الدمار و الحصار الجائر
و ما خلفه من اثار تدميرية احرقت الاخضر و اليابس و ما نتج عنه من إبادة جماعية شملت الالاف المؤلفه من ابناء شعبنا الصامد المجاهد تمكنت قيادتنا الثورية و السياسية
و حكومة الإنقاذ و قواتنا المسلحة
و الامن من إحداث تحولات
و انجازات كبيرة من التصنيع و التطوير و التحديث و البناء و التأهيل لقواتنا المسلحة و الأمن في البر و البحر و الجو اذهلت العالم و حققت على الارض توازن الردع و اكدت لدول الغزو و الاحتلال قبل غيرها بأن هذا الشعب و هذا الوطن ليس قابل للإحتلال و الغطرسة و العبث بمقدراته و سيادته و وحدته و ان اليمن هو مقبرة لكل الغزاه و المحتلين عبر مراحل التاريخ و انما شاهدناه بلأمس في الذكرى الثامنة لثورة ٢١ من سبتمبر و ما قبله من عروض عسكرية و تصنيع حديث و تطوير رفيع المستوى لقواتنا المسلحة
و الأمن نعتبرها في المقام الاول رسالة لتحقيق السلام العادل و الامن و الاستقرار و صمام امان للسيادة
و الوحدة و الحريه و الاستقلال
فلا مجال بعد اليوم للتفكير في ديمومة العدوان و الحصار ولا للسكوت المعيب للأمم المتحدة و المنظمات الدولية على ما جرى و يجري من انتهاكات لحقوق هذا الشعب من خلال الحرب العبثية
و الحصار الهمجي الغير مبرر
و من هنا و في هذه المناسبة الأليمة لأبرز قادة هذا الوطن الفيد الغالي الشيخ عبدالرجمن محمدعلي عثمان ندعو كل من لا زال مع الطرف الاخر ان يعيد النظر في حساباته المغلوطة و ان يمد يد الحوار و التفاهم مع من يده ممدوده للحوارمعه بشكل دائم و مستمر احتراماً لسيادة هذا الشعب
و وحدته و تقدمة و نهضته
و نؤكد بأن الطريق الى السلام تبداء من رفع الحصار و وقف العدوان وإ جلاء الاحتلال و احترام حقوق هذا الشعب و حقه في سيادته على كامل ترابه الوطني قبل فوات الاوان
تغمد الله فقيد الوطن الغالي بواسع رحمته و اسكنه فسيح جناته و الهم اهله و ذويه و محبية و كل ابناء شعبنا الصبر و السلوان انه سميع مجيب
عاشت اليمن حرة موحدة مستقلة
المجد و الخلود لشهدائنا الابرار
الشفاء لجرحانا و الخلاص لأسرانا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
