أطول إغلاق حكومي في تاريخ أمريكا يهدد بشلل اقتصادي
تمر الولايات المتحدة الأمريكية بأطول إغلاق حكومي في تاريخها الحديث، وسط مخاوف متزايدة من تداعيات اقتصادية قد تؤدي إلى شلل في مؤسسات الدولة والأسواق المالية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده تواجه وضعًا غير مسبوق، محملًا الحزب الديمقراطي مسؤولية ما وصفه بـ”الشلل المؤسسي” الذي عطل عمل المؤسسات والمعامل والشركات. وأكد خلال مؤتمر صحفي أن الاقتصاد الأمريكي ما زال قويًا، إلا أن استمرار الإغلاق يمثل خطرًا مباشرًا على النمو والاستقرار.
وأضاف ترامب أن الإغلاق الحكومي كان عاملًا سلبيًا كبيرًا للحزب الجمهوري في الانتخابات الأخيرة، مشيرًا إلى أن فوز الديمقراطيين “لم يكن جيدًا للجمهوريين”، على حد تعبيره. وشدد على أن الديمقراطيين “يتصرفون بشكل انتحاري ويدمرون البلاد”، داعيًا الكونغرس إلى تمرير القوانين الضرورية لإعادة فتح الحكومة ووقف الخسائر الاقتصادية.
وأوضح الرئيس الأمريكي أن استمرار الوضع الحالي يضر بمصالح المواطنين وبثقة المستثمرين، مؤكدًا أن على الولايات المتحدة “إعادة فتح المصانع والمعامل فورًا”، لأن الاقتصاد الأمريكي “عظيم ولا يجب أن يتوقف بسبب الخلافات السياسية”.
وفي سياق متصل، أشار ترامب خلال لقاء إفطار مع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين إلى أن الإغلاق الحكومي بدأ يؤثر على الأسواق المالية الأمريكية، قائلاً إن “سوق الأسهم تأثر قليلاً” جراء استمرار الأزمة.
وقد دخلت الولايات المتحدة يوم الأربعاء اليوم السادس والثلاثين من الإغلاق الحكومي، محطمة الرقم القياسي لأطول تعطل للموازنة في تاريخ البلاد. وبدأ الإغلاق في الأول من أكتوبر 2025 بعد فشل الجمهوريين والديمقراطيين في التوصل إلى اتفاق حول خطة إنفاق مؤقتة تضمن استمرار التمويل الحكومي.
وشهدت الأسواق الأمريكية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات أمس الثلاثاء، متأثرة بانخفاض أسهم التكنولوجيا وتحذيرات عدد من الرؤساء التنفيذيين للبنوك الكبرى من موجة بيع محتملة في السوق.
وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي على انخفاض بنسبة 0.53% عند 47,085.24 نقطة، بينما تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.17% إلى 6,771.55 نقطة، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 2.04% مسجلاً 23,348.64 نقطة.
يُذكر أن مؤشرات وول ستريت كانت قد سجلت في أكتوبر الماضي أعلى مستوياتها على الإطلاق، محققة مكاسب قوية قبل أن تبدأ موجة التراجع الحالية.
