جيش الاحتلال الاسرائيلي يعالج نحو 80 ألف عسكري مصاب نفسيًا

جيش الاحتلال الاسرائيلي يعالج نحو 80 ألف عسكري مصاب نفسيًا

أفاد موقع “يديعوت أحرونوت” العبري، اليوم الأربعاء، بأن وزارة جيش الاحتلال الإسرائيلي تتولى حاليًا علاج ما يقارب 80 ألف جندي مصاب عبر قسم إعادة التأهيل التابع لها، من بينهم 26 ألف جندي يعانون من اضطرابات نفسية متفاوتة، بعضها حاد وخطير.

وبحسب التقرير، فإن هذا العدد يعكس ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الجنود المصابين نفسيًا، خاصة بعد العدوان المستمر على قطاع غزة، والانخراط في مواجهات طويلة الأمد في عدة جبهات، من بينها جبهة الشمال مع حزب الله، مما فاقم الضغوط النفسية على الجنود.

وقالت مصادر في وزارة الجيش إن قسم التأهيل يعاني من ضغط متزايد على طواقمه الطبية والنفسية، بسبب تزايد أعداد الجنود الذين يطلبون العلاج النفسي، سواء خلال فترة الخدمة أو بعدها.

وأشار التقرير إلى أن الإصابات النفسية تشمل اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، والقلق المزمن، والانهيارات العصبية، ومشاكل في النوم والتركيز والسلوك العدواني، وهي أعراض باتت تظهر بشكل متكرر في أوساط الجنود العائدين من جبهات القتال.

وأكدت الصحيفة أن الوزارة تقدم حاليًا خدمات علاج وتأهيل مكثفة تشمل جلسات نفسية فردية وجماعية، علاج دوائي، ورعاية اجتماعية، في محاولة لاحتواء الأزمة المتفاقمة داخل صفوف الجيش.

وتشير تقارير سابقة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه أزمة نفسية داخلية صامتة، لا سيما مع تكرار الحروب والعمليات العسكرية الممتدة، وهو ما أدى إلى ارتفاع معدلات الانتحار بين الجنود، وزيادة طلبات التسريح الطبي لأسباب نفسية.

ويُنظر إلى هذه الأرقام بوصفها مؤشرًا خطيرًا على التآكل المعنوي داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في ظل فشل الحملات العسكرية في تحقيق حسم ميداني، وتعرض الجنود لصدمات نفسية جراء المواجهات المباشرة والخسائر البشرية.

ويرى مراقبون أن هذه المعطيات تعكس أزمة عميقة في البنية النفسية للجنود الإسرائيليين، وتضع تحديًا كبيرًا أمام المؤسسة العسكرية التي تحاول إخفاء حجم التأثير النفسي الحقيقي للصراع المتواصل. كما تُعد هذه الأرقام بمثابة اعتراف رسمي بالأثر المدمر للحروب والاحتلال المستمر على الأفراد داخل المؤسسة الأمنية.