قائد الثورة : إحياء اليمنيين لذكرى المولد النبوي لا مثيل لها على وجه الأرض
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن إحياء أبناء الشعب اليمني لذكرى المولد النبوي، لا مثيل له على وجه الأرض، وهو من الشواهد الواضحة لقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله :الإيمان يمان والحكمة يمانية”، محبة وتوقيرًا وتعظيمًا لرسول الله.
وبارك السيد القائد في كلمة له عصر اليوم بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم للعام 1447هـ، لأبناء اليمن وكل المحتفلين بالمناسبة في كل أنحاء العالم، حلول المناسبة الدينية ذكرى مولد خاتم الأنبياء ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي كان مولده مولدًا للنور وابتعثه الله رحمة للعالمين وخلاصًا للبشرية من ظلمات الجاهلية.
ورحب بكل الحاضرين من أبناء الجاليات الإسلامية من البلاد العربية وغيرها، وقال “اليوم وكما في كل الأعوام الماضية يحتفل شعبنا بالمناسبة المباركة بكل محبة واعزاز وتوقير وتقديس وتعظيم، لرسول الله وخاتم أنبياء الله والرحمة المهداة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله عرفانًا بالنعمة وشكرًا لله وفرحاً وابتهاجًا وسرورًا بفضل الله وبرحمته”.
وأضاف “شعبنا يؤكد بإحياء المولد النبوي الشريف تأكيدًا متجددًا للولاء له، وإحباطًا لكل المساعي الشيطانية الهادفة لانتقاص من مكانته في قلوب المسلمين وفصلهم عن الاقتداء وإتباع النبي صلى الله عليه وآله”، مبينًا أن الشعب اليمني جعل من المناسبة موسمًا متميزًا ينهل فيه من عطائها التربوي والثقافي ويستضيء فيه من نور السيرة المباركة.
وأفاد قائد الثورة بأن الشعب اليمني يستلهم من المناسبة ما يزيده إيمانًا ووعيًا وعزمًا وثباتًا وموسمًا للمبرات والإحسان، مشيرًا إلى أن اليمن يحيي المناسبة لتحقيق الاستقلال على أساس من هويته الإيمانية وفي مرحلة حمل راية الإسلام مجاهدًا بثبات وشموخ وتفان.
وتابع “شعبنا يذكّر أمجاد أجداده في صدر الإسلام يوم حملوا راية الإسلام يوم تخلّى عنها الآخرون، وأحفاد الأنصار اليوم يحملون الراية عاليًا وسندًا للمسلمين المستضعفين وتصديًا للطغاة الكافرين وأعوانهم المنافقين”.
ولفت إلى أن مناسبة المولد النبوي الشريف تأتي واليمن في نهاية العام الثاني من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بدعم أمريكي، مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي وبشراكة أمريكية يواصلون جريمة القرن وفضيحة العصر المخزية للمتخاذلين.
واستعرض السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، معاناة الشعب الفلسطيني التي تعاظمت مع التجويع إلى درجة منع حصول الأطفال عن الحليب، فيما يواصل العدو الإسرائيلي بشكل يومي انتهاكاته للمسجد الأقصى المبارك والضفة الغربية المحتلة.
وقال “من المؤسف أن ما يحدث تجاه شعب من المسلمين هو في وسط المسلمين، في وقت يتفرج البعض على ما يحدث وكأنه لا يعنيهم، بينما البعض لا يعون مخاطر التخاذل عليهم، والبعض يتواطأ مع العدو الإسرائيلي”.
وذكر أن مظلومية الشعب الفلسطيني كشفت مستوى الانحدار الرهيب على المستوى الإنساني والأخلاقي والديني الذي وصلت إليه الأمة الإسلامية ومدى التأثير للحرب الناعمة الشيطانية، مؤكدًا أن اليهود استهدفوا بالحرب الناعمة أمة الملياري مسلم إلى حالة من الهوان مقابل حفنة من اليهود الصهاينة.
وجدّد السيد القائد، التأكيد على أن مخطط العدو الإسرائيلي لا يقف عند فلسطين، فكبار مجرميه يجاهرون علنًا بمخططهم الذي يستهدف المنطقة تحت عنوان تغيير “الشرق الأوسط” و”إسرائيل الكبرى”.
وأشار إلى أن الخطر الرهيب على الأمة أن تستمر في هذه الوضعية الخطيرة عليها والمتنافية مع مبادئها والمؤدية بها إلى الهلاك، مبينًا أن طريق النجاة للأمة الإسلامية ليس بالاستمرار في التخاذل وعن مسؤولية الجهاد ودفع خطر اليهود ودرء فسادهم وإجرامهم.
وأرجع انحدر الأمة إلى الإعراض عن القرآن الكريم والاقتداء والاهتداء بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدًا فشل كل الخيارات والبدائل التي تشبثت بها الأمة وبنت عليها مواقفها ونظرتها ورؤيتها.
وتساءل “لماذا لا تجرب الأمة العودة إلى الاهتداء بالقرآن والرسول؟!، إذ لا خلاص من الجاهلية الأخرى إلا بنور الله الذي أخرج البشرية من الجاهلية الأولى”.
واستعرض قائد الثورة، جوانب من مسيرة حياة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، منذ ولادته ونشأته برعاية إلهية وعناية جدّه عبدالمطلب وعمّه أبو طالب، ومعجزة القرآن الكريم التي تضمنتها الرسالة السماوية وتحرك به ومن خلاله لهداية البشرية.
وبين أن المصطفى عليه الصلاة والسلام، تحرك بالنور والقرآن لهداية الناس وإنقاذ البشرية وإصلاح حياتها في الدنيا والآخرة، مبلغًا بالرسالة من موطنه في مكة المكرمة، أمضى فيها 13 عامًا من التبليغ وإقامة الحجة والدعوة للإسلام وبناء نواة مهمة للأمة الإسلامية.
وأوضح أن أهل مكة لم يحظون بالشرف العظيم في حمل رسالة الإسلام ووصل بهم الحال إلى الصد والأعراض، ومن أبرز المؤثرات السيئة عليهم، ارتباطهم الشديد بالطغاة والمستكبرين وتوجههم المادي وأطماعهم ومعاييرهم المادية.
وقال “من بين كل القبائل العربية التي عرض النبي الأكرم عليها الهجرة إليها في موسمين من مواسم الحج، حظي الأوس والخزرج اليمانيون القاطنون في يثرب في المدينة المنورة بالشرف العظيم، فهاجر النبي الخاتم إليهم وأصبح بلدهم موطنًا له، تكوّن فيه المجتمع المسلم من المهاجرين والأنصار، وبدأت مرحلة جديدة من التمكين للرسالة الإلهية ودين الله الحق.
